top of page

وماذا بعد بائع الفريسكا؟!

صورة الكاتب: ضياء البرنسضياء البرنس

تاريخ التحديث: ٢٦ مايو ٢٠٢٢

ضياء البرنس ... يكتب: وماذا بعد بائع الفريسكا؟! ...



تابع المجتمع المصري عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فرحة كل المصريين رجولة وشهامة واحد من أبناءه يمثل فئة عريضة من المجتمع المصري؛ يساعد والده ونفسه في تكملة مشوار الحياة الذي أصبح صعباً على الكثيرين في مصر.

وتابعنا أن هذه الفرحة عبر عنها البعض بأفعال رائعة فمنهم من أهداه مبلغ 300 ألف جنيه وراتب شهري لوالده قدره 15 ألف جنيه، ويبدو أن المستشار تركي آل شيخ يُصر على أن يعبر للمصريين على مدى حبه لهذا البلد وأنه معهم في السراء والضراء.

وأخر صاحب شركة سيارات يهديه سيارة بالتقسيط على عشرة سنوات بدون مقدم وبدون فوائد وكتر خيره فكل “برغوت على قد دمه”، فضلاً عمن افتتح هذه الأفعال رئيس جامعة الإسكندرية بمنحة دراسية مجانية.

وأخيراً من اتبع المثل القائل “أخطب لبنتك ولا تخطبش لابنك” فنجد من رأى في هذا الفتى المحترم خصال الرجولة والقدرة على تحمل المسؤولية وعزة النفس فضلاً عن المستقبل الباهر كطبيب فاختاره شريكاً لحياة احدى نجلاته، وأهداه شقة يقدر ثمنها بحوالي 2 مليون جنيه، وإلى هنا كل ما سبق رائع.

لكن تابعنا أيضاً وجهات نظر أخرى.. تنتقد هذا التطرف في التعبير عن الرأي من ناحية ومنهم من يتساءل ألا يوجد في مصر نماذج أخرى جادة وطموحة ولا نعرف عنهم شيئاً، مثلهم مثل بائع الفريسكا لكن لم يحالفهم التوفيق والظهور على السوشيال ميديا بواسطة كاميرا عشوائية.

لذا تساءلت… ماذا بعد بائع الفريسكا؟ هل سننتظر الصدفة لاكتشاف حالات أخرى تستحق؟ أم سوف يسعى “اليوتيوبرز” لاكتشاف المزيد ويبدأ مزاد الخير العلني الدولي على مواقع التواصل الاجتماعي؟ ولماذا كل تحركاتنا رد فعل؟

وبالبحث وجدت أن: الجامعات المصرية ومنها مثلاً: جامعة كفر الشيخ تمنح المتفوقين في شهادات الثانوية العامة وما يعادلها الملتحقين بها مكافأة مالية منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وحتى تاريخه ذات حسبة مرتبطة بكون الطالب من الثلاثة إلى الخمسة الأوائل أو الحاصلين على 80% فأكثر، لكنها وصلت إلى حد أقصى 120 جنيه في بعض الحالات وحالات أخرى 84 جنيهاً وأدناها 60 جنيهاً في حالات أخرى. كما أن هناك وقف لمساعدة طالبي العلم تابع للأزهر الشريف.

ووجدت أن هناك سباقين مثل رئيس جامعة القاهرة الذي اقترح في مايو 2015م، أن يتم منح مكافأة التفوق لطلاب الثانوية العامة الحاصلين على 98% أو 100 الأوائل على الجمهورية فى الثانوية بدل الحاصلين على 80%، ومنحها للطلاب الحاصلين على تقديرات امتياز بالكليات أو الـ 20 طالبًا من أوائل كل كلية بدل الحاصلين على تقدير جيد جدًا، وأن يتم رفع المكافأة من 80 جنيهًا إلى 250 جنيهًا لتكون مكافأة متميزة.

كما طالب أحد نواب البرلمان وعضو لجنة التعليم والبحث العلمي في فبراير 2019م؛ بطلب إحاطة للسيد رئيس الوزراء بشأن زيادة مكافآت التفوق المقدمة والتي لا تتماشى مع طبيعة العصر وبما يمثل حافزاً حقيقياً، ثم بدأت الجامعات المصرية الحكومية والأهلية تقديم منح تعليمية للمتفوقين أسوة بما أقره السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي للـ المئة الأوائل على الثانوية العامة هذا العام.

لكني لم أرى أن ذلك كافياً..! .. حقاً ليس كافياً.

أبنائنا من الطلاب بالمراحل الثانوية والجامعية.. في مرحلة بناء النضج وشعورهم بتقدير الدولة لهم بداية ولاء وانتماء حقيقي للوطن، مبني على الرعاية والتكافل في منظومة تحافظ على الكرامة، وتدعم بحق وواقعية الجادين والمتفوقين دون انتظار السوشيال ميديا “أعطوه أو منعوه”.

وهناك العديد من التجارب الناجحة في ذلك؛ مثل كندا وفنلندا في المنح الدراسية للمتفوقين والمستحقين من غير المتفوقين تشتمل على: دراسة مجانية كاملة، سكن مجاني، راتب شهري، علاوات الكتب، واستفادت من ذلك دول عربية مثل الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية.

ولا ننسى أن أعداء تقدم مسيرة الوطن تتبنى بث عكس هذا في نفوس أبنائنا، لذا وجب وضع نظام متكامل يرعى أبناءنا الطلاب الجادين والمتفوقين لكن بنطاق أوسع ومنح حقيقية وفقاً للواقع والأسعار الحالية، تشعرهم بالعزة للانتماء إلى مصر أم الدنيا.



مقالي المنشور بـ : #هاشتاج_مصر


مشاهدتان (٢)٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page