ضياء البرنس … يكتب: زواج التجربة... حملة تسويقية لمكتب محاماة …
![](https://static.wixstatic.com/media/11062b_b14a6eacb1a545f0b3a0c34a98799bec~mv2.jpg/v1/fill/w_980,h_653,al_c,q_85,usm_0.66_1.00_0.01,enc_auto/11062b_b14a6eacb1a545f0b3a0c34a98799bec~mv2.jpg)
نعيش أزمة ثقافة مجتمعية ودينية وضحت كالشمس مع انتشار شائعة كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي سميت بـ مبادرة ” زواج التجربة “.
عقب ترويج أحد محامين مصر المفترض فيهم النزاهة والعقلانية في طرح أفكارهم ومبادراتهم على الرأي العام.
لكن في سابقة فريدة من نوعها يستغل هذا المحامي مواقع التواصل الاجتماعي لإحداث فرقعة ترويجية “حملة تسويقية” لنشاطه التجاري “وليس القضائي النبيل” الذي عهدناه في محامين مصر الشرفاء.
ففي مقطع مصور تم بثه عبر إحدى الصحف المصرية يحاول فيه تصحيح الصورة شرح هذا المحامي مبادرته والتي غايرت تماماً العنوان الذي استخدمه في الترويج بحملته التسويقية لـ مبادرته “زواج التجربة” ساخراً من المجتمع بجميع طوائفه، والأدهى وصفه بـ “السطحية”.
موضحاً أنها مبادرة لتحرير عقد منفصل عن عقد الزواج الشرعي الرسمي يشمل مشارطة “أي وضع شروط” خاصة بين الزوجين تهدف إلى التزام كل طرف بشروط الطرف الآخر من العلاقة الزوجية.
لكن هذه الحادثة التسويقية أفرزت العديد من المشكلات الاجتماعية والثقافية في مجتمعنا أبرزها:
ما أسماها هذا المحامي بالسطحية فقد وصف منتقدي مبادرته بها لقراءتهم عنوان المبادرة “زواج التجربة” دون موضوعها.. الأمر الذي أظهر أهمية التدقيق والتحري لكل ما يبث إلينا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعدم الانسياق وراءها، التأكد من أهدافها ونواياها، فقد باتت فتنة بين مواطني مجتمعنا.
كما أشار ذات المحامي خلال مقطعه إلى تجربته الشخصية مع الحالات التي لجأت لمكتبه لحل نزاعاتهم القضائية حول علاقة الزوجية بأن المصالح والمادة “الفلوس – حسب لفظه” قد أصبحت المحرك للعلاقات الزوجية. والأخطر مما تطرق إليه، وصفه للزواج بأنه مجرد تجربة اجتماعية قابلة للفشل كما هي قابلة للنجاح وأن عقده المقترح لوضع شروط خاصة هو الحل، وليس بناء مجتمعي ورابط مقدس تحكمه ضوابط إلهية.
فأصبح عقد المشارطة المقترح هو المقيد والضامن لأداء الواجبات والحقوق واستمرار العلاقات الزوجية، الأمر الذي يثير العديد من التساؤلات أهمها:
هل العلاقة الزوجية تجربة اجتماعية أم بناء مقدس يحكمه شريعة إلهية؟
هل العلاقة التي تحكمها شروط مادية يمكن إطلاق مسمى “الزواج” عليها؟
هل سوء الاختيار وعدم اتباع تعاليم الدين فيه هو سبب الخلافات؟ أم غياب الضمير والوازع لحماية بناء مقدس كرابط الزواج؟ أم بناء العلاقات الزوجية على المصالح المادية؟
هل الحالات التي لجأت إلى هذا المحامي تمثل ظاهرة مجتمعية ويجب أن نعمم تجربته معها على العلاقات الزوجية المحترمة التي راعت ضوابط الشريعة والأعراف المجتمعية ومستمرة وفقاً لها؟
وبمعنى آخر، هل ستصبح تلك المبادرة كوسيلة دفاعية لفئة معينة من الناس عرفاً مجتمعياً جديداً يحكم فقط فئة محددة خشية فشل العلاقات الزوجية “المادية” بينهم؟
أم سيتطور الأمر ويتسرب بسبب مواقع التواصل الاجتماعي وانسياق الناس لترويجها إلى باقي العلاقات الزوجية القادمة والقائمة؟
مقالي المنشور بـ : #هاشتاج_مصر
Comments