top of page

التعليم الإلكتروني ضرورة أم أمر واقع؟

صورة الكاتب: ضياء البرنسضياء البرنس

تاريخ التحديث: ٢٦ مايو ٢٠٢٢



مع قرب بدء العام الدراسي الجديد تذكرت ما تعرض له وزير التربية والتعليم والتعليم الفني طارق شوقي من انتقادات العام الماضي بشأن مشروعه الجديد للتعليم والاستعانة بتكنولوجيا الحاسب الآلي والويب. وما لم نتقبله طواعية فُرض علينا كأمراً واقعاً بسبب جائحة كورونا.

الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني

وعندما قرأت تغريدة لأحد المغردين على منصة تويتر تفيد “ابنك يجيد إنشاء حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي وتحميل البرامج والألعاب واللعب الجماعي على لعبة “الفورت نايت” ومشاهدة وتحميل مقاطع اليوتيوب، فمن جعل أولياء الأمور يوقنون بأنه سيفشل في التعليم عن بعد”. قد تعجبت كيف لم يفكر هكذا أولياء الأمور؟!

وتمعنت في وجهة النظر التي تضع أبناءنا من أبناء محدودي الدخل من المصريين في منتصف (ناشنكاه) الاعتراض لمقاومة التغيير.. ورأيت أن لها وجاهة وتحترم، لكن في الوقت نفسه لم أرى لها سبيل لإعاقة منظومة التعليم الجديدة، فكما تقوم الدولة ويقوم الشرفاء بإعانة أبنائنا على أعباء التعليم العادية يمكن لنا كمجتمع – فالكل في مركب واحد – تأمين التابلت وإشراكهم في باقة نت تعليمية مخصصة.

كما يمكن لوزارة التربية والتعليم عقد بروتوكول مع شبكات المحمول الأربعة بتضمين موقع وزارة التربية والتعليم الإلكتروني التعليمي ضمن المواقع المجانية بالباقات مثل: فيسبوك – تويتر – يوتيوب.. إلخ، ولو احتاج الأمر يكون ذلك بتوجيه من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.

لكني تساءلت.. من صاحب المصلحة في محاولة تعطيل إتمام هذا الإنجاز – وهنا أقصد من غير الفئات المعارضة أساساً لتقدم الدولة المصرية كالجماعة الإرهابية ومن هم على شاكلتهم – هل هم بعض الفاسدين بالمناصب العليا من منظومة وضع المناهج ولهم مصالح بالعمل أو التعاون مع شركات الكتب الخارجية؟

أم بعض أولياء الأمور ممن يتمنون نجاح أبنائهم سواء بالغش أو الرشوة أو حتى بالدروس كرشاوى مغلفة؟

صورة من صفحة «شاومينج»

أم مرتزقة تسريب الامتحانات مثل “شاومينج”؟

أم بعض أعضاء الهيئة التعليمية من المدرسين الذين يخشون على فقدان وظائفهم في ظل التعليم الإلكتروني أم غيرهم ممن يخشون على سبوبة الدروس الخصوصية؟

أم بعض الموظفين والعمال والمدرسين – وحالهم غير ميسور – والذين سيتضررون من إيقاف منظومة الكونترول (أعمال الأسئلة – تصحيح – رصد درجات – إصدار شهادات) ومكافئاتها المادية كل سنة ترم أول وترم ثان وعلى مستوى المدارس والإدارات التعليمية بمختلف أنواع التعليم العام والأزهري والفني؟

أم أن هناك فعلاً بعض الأخطاء الإدارية في تنفيذ المنظومة كتأخير تسليم الأجهزة وعدم توفير الكتب الإلكترونية، فضلاً عن عدم تدريب فعلي لكافة المدرسين؟

ولما كان هذا العام الجديد سيكون تحت المجهر على كافة الأصعدة لأنه اجتياز لأول دفعة من طلاب الثانوية العامة بالنظام الحديث به.. وهذا سيكون التحدي الأكبر لمدى نجاح المنظومة تمهيداً لتعميمها على كافة المراحل التعليمية وأنواع التعليم المختلفة.. لذا وجب على القائمين على منظومة التعليم الجديدة.. مراعاة؛ كافة الأمور الإدارية وتوفير متطلبات التعليم والدراسة دون تأخير.

تأمين منصة التعليم ضد الهجمات الإلكترونية الضارة، خاصة أوقات الذروة وذات الحساسية كالامتحانات.

طمأنة أعضاء الهيئة التعليمية بأنه لا غنى عن المدرس في المنظومة التعليمية وإن كانت إلكترونية فالمدرسة تقدم خدمات تربوية لا يمكن تقديمها عن بعد.

حصر الإشاعات التي يتم ترويجها ضد المنظومة التعليمية لتشتيت المواطنين وإثارة الذعر بينهم خوفا على أبنائهم، والتعامل معها إعلامياً، ثم أمنياً لضبط مروجيها.. وأقترح كذلك طمأنة أولياء الأمور من خلال توفير محتويات تعليمية مصورة – مقاطع فيديو – وتدريبات رقمية كافية لكل محتوى تشتمل على معظم الأفكار التدريبية لموضوع المحتوى التعليمي.. على موقع وزارة التربية والتعليم وفقاً للمناهج والمنظومة الحديثة، بدلاً من البرامج التعليمية غير التفاعلية التي تذاع على القنوات التعليمية التليفزيونية أو الفضائية.


ولأن طلابنا يتمتعون بأنماط مختلفة في تلقي المعلومة – نظرية علمية لمكارثي 1980م للاستيعاب والتحصيل وتطوراتها – وكان من الصعب مراعاة ذلك في التعليم المدرسي المباشر، لكن مع توافر منصة للتعليم الإلكتروني يمكن مراعاة ذلك من خلال إعداد المدرسين المؤديين للمحتوى التعليمي المصور المكمل للمنظومة التعليمية بأن يكون لكل نمط مدرس يقدم المحتوى التعليمي بالنمط الذي يتناسب مع الطلاب من ذات النمط. ليختار الطالب المناسب له منها ويستمر عليه. وهذه فرصة ذهبية لزيادة قدرة أبناءنا على الاستيعاب والتحصيل وتقبل المناهج، والاستفادة منها.

وأيضا يمكن إتاحة المحتوى العلمي من المقاطع المصورة المتعددة وفقاً للهجة والموقع الجغرافي.. فالطلاب بصعيد مصر لهجاتهم تختلف عن القاهرة وبالتالي إن قدمت لهم مقاطع مصورة للمحتوى العلمي بمعرفة مدرس من أبناء بلدهم ذو نفس اللهجة سيكون أفضل وأسهل للاستيعاب وبالمثل الوجه البحري وسيناء الغالية.. تمنياتي بالتوفيق لكل أبناءنا طلاب مصر ودعواتي لهم بالنجاح والفلاح براً بأولياء أمورهم.


مقالي المنشور بـ : #هاشتاج_مصر



٥ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page