top of page

البقاء غريزة مُلِحَة

صورة الكاتب: ضياء البرنسضياء البرنس

تاريخ التحديث: ٢٦ مايو ٢٠٢٢

ضياء البرنس ... يكتب: البقاء غريزة مُلِحَة ...


البقاء على قيد الحياة أو البقاء على المأوى – أي المسكن – أو البقاء على وظيفة أو البقاء على مصدر دخل مناسب من أهم الحاجات التي تدفع الأفراد داخل المؤسسات على العمل والإنتاج – ولن نتطرق إلى باقي حاجات هرم ماسلو –، لأنه بالرغم من تعدد المصطلحات التي تدل على تلك المعاني، لكن كلها تنتهي إلى رغبة وشعور داخلي لدى الفرد وكذلك كل واحد مننا للحفاظ على الحالة التي هو عليها دون تغيير.

وهذه الحالة التي غالباً ما تدعونا إلى رفض أي تغيير. لكن الأفراد عندما يحققون احتياجاتهم الأساسية يسعون إلى تحقيق احتياجات ذات مستويات أعلى من تلك الحاجات.

فيحتاج الفرد في المرحلة الأولى من حياته العملية إلى تأمين حياته المعيشية حتى يتمكن من العيش الشريف، ومن أهم مكونات هذه الاحتياجات الفيسيولوجية: المأكل والمسكن والملبس. فإن لم يحقق هذه أو تأثرت بالسلب يظل في صراع شديد نفسياً واجتماعياً.

ثم يحتاج الفرد في المرحلة الثانية من حياته العملية إلى الإحساس بالأمن الوظيفي والأمن الأسري – بمعنى أوضح الحاجة إلى الاستقرار – وضمان تعليم مناسب للأبناء وعدم تحقيق هذه الحاجات؛ سيؤدي بالفرد إلى انشغاله فكرياً ونفسياً مما يؤثر على أدائه في العمل ورفضه لأي تغيير حتى وإن كانت تبدو هذه التغيرات في مصلحته المستقبلية.

وذلك نظراً لأن تلك الحاجات في كلتا المرحلتين هي حاجات مُلِحَة قصيرة المدى، ولا تتماشى مع الحاجات المستقبلية بعيدة المدى. لهذا على الإدارة أن تدرك أهمية الحاجة للاستقرار والأمن والاستقرار الوظيفي والأسري للفرد لخلق ودعم روح الولاء والانتماء لديه والذي يتبعه المبادرة بالإبداع والابتكار بين أفراد المؤسسة.

وهذا ما يجعل مهمة أي قيادة داخل المؤسسة؛ صعبة عند محاولة تغيير أوضاع تلك المؤسسة، لذا عليه مراعاة هذه الحاجات الأساسية لأفراد مؤسسته. ودعم شعور – بل ويقين – أفراد هذه المؤسسة بأن إجراءات هذا التغيير تتماشي مع حاجاتهم الأساسية في المرحلتين المشار إليهما. حتى ينتقل بأفراد مؤسسته إلى طموحات أرقى وأعلى في حاجاتهم فيتجاوبون إلى إجراءات التطوير والتغيير.

وهناك أيضاً ما يزيد مهمة التغيير صعوبة؛ وهي أنه: كلما كانت المزايا التي يحصل عليها بعض العاملين داخل المؤسسة كبيرة مقابل عمل قليل، في حين أن هناك العكس داخل المؤسسة – أي حصول آخرين على مزايا قليلة مقابل عمل وجهد كبير – كلما زادت مقاومة المستفيدين من هذه الأوضاع للتغيير، ويكون الاعتماد في تنفيذ إجراءات هذه التغييرات على الأفراد الذين قد أشبعت حاجاتهم الأساسية فقط ويسعون إلى تحقيق المستوى الأعلى من حاجاتهم، لذا تزيد مقاومة المستفيدين من الوضع السابق؛ للتغيير.

لذا يجب على رئيس هذه المؤسسة عند التخطيط لأي تغيير والشروع في تنفيذه؛ أن يراعي مصالح كافة الأطراف داخل مؤسسته، في إطار من العدالة يحافظ على بيئة العمل وخاصة المحافظة على من هم من أصحاب العمل الكثير والمزايا القليلة – بل وزيادة مزاياهم تحفيزاً – فالكل تروس داخل ساعة العمل والإنجاز، ولكن دور هؤلاء هام جداً ولا يمكن الاستغناء عنه.


مقالي المنشور بـ : #هاشتاج_مصر

مشاهدتان (٢)٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page